good Weight & I want YOU TO LIVE With Good Health & Good Fitness

good Weight & I want YOU TO LIVE With Good Health & Good Fitness
good Weight & I want YOU TO LIVE With Good Health & Good Fitness

مدونة المماليك البحرية القسم الثقافى

مدونة المماليك البحرية القسم الثقافى
مدونة المماليك البحرية القسم الثقافى - babers for culture

22‏/08‏/2012

برنامج المئة سنة الأولى - التحرير- (مقالة أعجبتنى )

برنامج المئة سنة الأولى - التحرير

المفروض أن لا يجادل أحد فى بديهية أن مبدأ التداول السلمى للسلطة بين الأحزاب والجماعات السياسية المختلفة هو جوهر وأساس أى نظام حكم ديمقراطى، وإلا فلا حرية ولا ديمقراطية ولا يحزنون.. غير أن هذه البديهية تبدو غائبة تمامًا عن وعى وتفكير وخطط جماعة الإخوان التى شاء سوء حظنا وسوء وغباوة وتواطؤ «المجلس العسكرى» المدفون حاليا، أن ترثنا من بعد المخلوع وأن تتولى جنابها (مع حفنة من الأحزاب الدينية شديدة التأخر والتخلف) كل سلطات الحكم فى البلد فى مرحلة خطيرة وغير عادية لأنها مرحلة تأسيس وبناء لنظام جديد حلم المصريون أن يكون عصريًّا ومتقدمًا يكفل حقوق الناس وكرامتهم وحرياتهم، فإذا بالجماعة تفعل كل شىء وتحارب على كل الجبهات (من الدستور إلى التشريع والرئاسة) وتستخدم طائفة ضخمة من الوسائل المشروعة وغير المشروعة لكى تبدد هذا الحلم وتسحقه، وقد شرعت بالفعل فى محاولات بناء نظام ربما لو اكتمل يجعلنا نترحم على أيام الديكتاتورية المدحورة.
أظن أن الأدلة والشواهد والإشارات التى تراكمت أمام عيوننا حتى الآن تكفى أصحاب البصيرة لكى يدركوا ويفهموا حجم الخطر، ولمن لم يفهم أهديه أقوال واعترافات صريحة وعلنية باتت تنزلق علنًا من على ألسنة بعض قيادات الجماعة المذكورة، ومنها ما قاله واحد من هؤلاء للعبد لله قبل نحو أسبوعين، عندما كنت أتحدث لإحدى الفضائيات عن برنامج المئة يوم الذى تعهد الرئيس الإخوانى بتنفيذه، وقلت إن ثلث هذه المدة (وقتها) تآكلت ولا شىء من تعهدات الرئيس يلوح فى الأفق، أى إشارة تنبئ بأنها على طريق التنفيذ، بل العكس هو الصحيح، واعتبرت أن سبب ذلك يعود إلى عدم معقولية حشر أهداف على هذا القدر من التعقيد والثقل فى مئة يوم فقط ما يشى بافتقاد الجدية أصلا، لكن الأهم هو فقدان الرئيس وجماعته إلى رؤية واضحة وبرنامج حقيقى وعلمى (غير خطط الهيمنة و«التمكين») للتعامل مع قضايا وطنية وجماهيرية معقدة وخطيرة، بحيث لا يمكن مواجهتها بالشعارت والكلام الإنشائى الفارغ الذى يشبه خطب الجمعة فى المساجد والزوايا الريفية.
قلت هذا، فاتصل رجل فاضل بالبرنامج الذى كنت ضيفا عليه وطلب التعليق، فماذا قال؟! تحدث بكلام كثير جدا خلاصته فى نقطتين اثنتين، أولاهما أن برنامج الرئيس الافتتاحى مدته ليست بالضبط مئة يوم (ممكن يكون ألفًا أو عشرة آلاف وربما أكثر) لأنه سيبدأ «عندما يملك الرئيس كل أدواته»، من دون أن يحدد سيادته نوع وجنس هذه «الأدوات»!!
أما النقطة الثانية، فهى أن الرئيس والجماعة لديهما برنامج للنهضة مدته عشرون عامًا بالتمام والكمال، والدليل على ذلك أنه «مطبوع وجرت ترجمته إلى لغات عدة»، وكأن طباعة أى كلام ونقله إلى أى لغة يكفى ليصبح برنامجًا جيدًا قابلًا للتنفيذ وتحقيق الست «النهضة» ولو بعد عشرين أو مئة سنة!!
وأمس كنت أقلب فى أرشيفى وأوراقى القديمة فعثرت على مقال كتبته ونشرته من نحو ثلاثة أعوام، يعنى قبل أن يسقط المخلوع بأكثر من عام كامل، وقتها بدأت سطور هذا المقال بخبر انشغلت به وقتها وسائل الإعلام البريطانية يشير إلى نتائج استطلاع أجرته حملة «برمنجهام ساينس ستى» لتشجيع العلم، على عينة من تلاميذ المدارس فى المملكة المتحدة، وكشفت هذه النتائج أن طفلا بريطانيا واحدا من بين كل عشرة يعتقدون أن الملكة إليزابيث الثانية (احتفلت مؤخرا بمرور ستين عاما على تتويجها) هى التى اخترعت جهاز التليفون!!
ورغم أن النتائج نفسها أظهرت أن 80 فى المئة من تلاميذ العينة قالوا المعلومة الصحيحة، وهى أن العالم الإسكتلندى إلكسندر جرهام بيل (1847 1922) هو مخترع تلك الآلة التى أحدثت ثورة نوعية هائلة فى التواصل بين البشر، فإن هذا الجزء بالذات من نتائج الاستطلاع أثار اهتماما ملحوظا، ولم يخل الأمر من تعليقات ساخرة ولاذعة، أرجع بعضها سبب شيوع هذا الاعتقاد الخاطئ عند قطاع لا يتعدى العُشر من أطفال المملكة، إلى طول مدة بقاء الملكة إليزابيث.
هذا التفسير قاله نفر من المعلقين البريطانيين وهم يعرفون طبعا أن الملكة عندهم لا تحكم والتاج البريطانى مجرد رمز للدولة، بل إن النظام الملكى كله فى هذا البلد يكاد يكون شيئا أشبه بـ«الفلكلور» و«مَعلم» سياحى لا أكثر، وقد مر على إليزابيث الثانية، منذ جلست على عرش الإمبراطورية حتى الساعة، 13 رئيس حكومة منتخبًا من الشعب كانوا وما زلوا جميعا أصحاب السلطة الفعلية وقراراتهم السياسية والاقتصادية سارية ونافذة على كل مَن فى الدولة بمن فيهم سكان القصر الملكى نفسه.
وقد مضيت وقتها أقول «.. تعالوا، من باب التسلية نتخيّل معا لو كان عندنا أصلا شىء أو أى حاجة تشبه حملة (برمنجهام) لتشجيع العلم (الآن لدينا برنامج لتشجيع التخلف) وأن هذه (الحاجة) فعلت ما فعلته حملة بريطانيا، وأجرت على عينة من تلاميذ مدارسنا استطلاعا من النوع آنف الذكر.. هل تستطيع أن تخمن كيف ستكون نتائج هذا الاستطلاع؟!».
الحقيقة، العبد لله يتوقع، وأظنك كذلك، أن تأتى النتائج كاشفة عن أن نصف أطفالنا على الأقل عندهم اعتقاد راسخ أن حسنى مبارك هو الذى اخترع العجلة الحربية وأهرامات الجيزة وكذلك المنوفية وبنها وتلال المقطم..
انتهى الكلام القديم، أما الجديد فهو أن لدينا الآن «جماعة» ممتازة لم يبلغها أحد بخبر أن عمرو بن العاص فتح مصر قبل أكثر قليلًا من 14 قرنًا!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق