good Weight & I want YOU TO LIVE With Good Health & Good Fitness

good Weight & I want YOU TO LIVE With Good Health & Good Fitness
good Weight & I want YOU TO LIVE With Good Health & Good Fitness

مدونة المماليك البحرية القسم الثقافى

مدونة المماليك البحرية القسم الثقافى
مدونة المماليك البحرية القسم الثقافى - babers for culture

27‏/08‏/2012

ولى مع الطُرشى حكاية - التحرير

ولى مع الطُرشى حكاية - التحرير

لا أعرف طعم الطرشى.. لم أذقه طوال عمرى ولا أعرف على وجه التحديد السبب الذى جعلنى أرفضه رفضا باتا منذ الطفولة.. إلا أنى لم أحبه ولم أسترح له على الإطلاق.. حتى قبل تشكل وعيى الإدراكى بأنواع الطعام.. وقبل تحديد ما أحبه وما لا أحبه منه رفضت الطرشى.. ومع الوقت تطور ذلك الرفض إلى نوع من أنواع الفوبيا.. فوبيا ورفض لم ينج منهما سوى الزيتون الأسود فقط.. نوع المخلل الوحيد الذى أحبه.. ربما لأنه الوحيد ضمن أنواع المخلل الذى ينبغى تخليله أولا قبل أكله.. وتلك هى الطريقة الوحيده لتناوله.. بينما ظلت باقى أنواع الطرشى فى تلك المنطقة الرافضة بداخلى.. ربما لشعورى بأن فكرة الطرشى والتخليل ذاتها تشتمل على خدعة ما.. فالخيارة خيارة.. ما الذى يجعل البنى آدم منا يضعها فى ماء بملح لفترة.. حتى تتغير طبيعتها ويختلف مذاقها.. وتتحول من خيارة إلى خيارة مخللة ليأكلها مطلقا عليها ذلك الإسم الغريب.. طرشى؟!.. والليمون ليمون.. لماذا ندعه فى الماء حتى يتحول إلى شىء آخر إسمه لمون معصفر؟!.. ويعنى إيه معصفر أساسا وما الذى عصفره وما علاقته بالعصافير؟!.. لم أقتنع بتلك التحولات العبثية فى طبيعة الأشياء والتى لا تختلف فى رأيى عن ترك السمك حتى يتحلل وينتن وريحته تطلع ويتحول إلى طعام فاسد يأنف البنى آدم العاقل من المرور من أمام محل يبيعه من فرط عنفوان رائحة العفن والنتانة.. إلا أن الناس يقفون بعدها فى طوابير طويلة من أجل شراؤه بفلوس بعد استبدال إسمه الواقعى من «سمك منتن» إلى إسم آخر غريب مثل هذا الإسم العبثى.. «فسيخ»؟!.. لهذا كله ولإيمانى بأن جسد الإنسان منا أشبه بالمعبد الذى ينبغى أن يحترمه صاحبه ويحرص على عدم إدخال أى طعام إليه.. لذلك.. أُشهد الله أنى لم أسمح لطرشياية أو فسيخة طوال عمرى بإنتهاك حرمة ذلك المعبد المقدس.. ولكن ما علاقة الطرشى بما يحدث الآن فى مصر؟!.. أقولكم..
جريدة وقناة.. هذا هو ما يظنان أنهما عليه.. بينما هما فى حقيقة الأمر ليسا سوى معملين للطرشى ( مع الإعتذار للطرشى ).. شاء الزمن الأغبر أن يضعهما فى صف واحد مع معارضة محترمة وليست معارضة مشبوهة كمعارضتهما.. لتجد المعارضة الحقيقية والمحترمة والثابتة على مبادئها نفسها واقعة فى حيص بيص.. فقد تم إختيار النماذج بحرفنة ( لا أعلم ما إذا كانت مقصودة من عدمها ).. فالكائنات المقفوش عليهم كائنات هلامية تنتمى «إسما» إلى طائفة الصحافة والإعلام بينما تنتمى «فعلا» إلى طائفة الطرشجية.. ربما كان هذا هو السبب فى أن أى تضامن معهما سوف تجدونه دائما مشتملا على مثل تلك الجملة.. « مع تحفظى على مواقفهما إلا أن المبدأ لا يتجزأ «.. ثم شاءت السلطات أن تجعل منهما شهداء فقفشت عليهما وحبست أحدهما عدة ساعات.. ثم شاءت بعد ذلك أن تأخذ عند دعاة حرية التعبير بُنط ففكت القفشة عنه.. ثم ماذا؟!.. ثم إصدار قانون رئاسى بمنع الحبس الإحتياطى فى قضايا الرأى والنشر.. ثم ماذا؟!.. ثم يتحول هذين الكائنين إلى ضحايا حرية التعبير ويصدقان أنفسهما وينسيان أن مجال عملهما الرئيسى هو صناعة الطرشى.. ثم ماذا؟!.. ثم يتم الحشد لتظاهرات وهمية ينظمها طرشجية آخرون ضد الجماعة ( حتى الساعة الواحدة ظهرا يوم الجمعة.. موعد تسليم تلك المقالة.. لم يظهر شخص واحد من المتظاهرين الوهميين فى أى حتة ).. ثم ماذا؟!.. ثم فتاوى بإهدار دم هؤلاء المتظاهرين.. ثم ماذا؟!.. ثم شعورك كإنسان متحضر عنده مبدأ بأنك ينبغى أن تقف فى وجه تلك الفتاوى المتخلفة والهمجية حتى وإن كنت مختلفا مع هؤلاء الطرشجية أصحاب الدعوة للتظاهر.. ثم ماذا؟!.. ثم تسخين إخوانى لمواجهة تلك التظاهرات عديمة القيمة لولا أن الإخوان أنفسهم هم من أعطوها تلك القيمة بكل ذلك الخوف والقلق الذى أبدوه حيالها.. ثم ماذا؟!.. ثم كل حاجة إتلخبطت على بعضها.. القيم النبيلة على القيم الدنيئة.. الكذب على الصدق.. المعارضة اللى بجد على المعارضة المأجورة.. الطرشجية على الصحفيين والإعلاميين.. تجارة الحديد على تجارة الدين.. النخبة على النكبة.. كله إتلخبط على كله.. وإختفت معالم الأشياء الحقيقية.. وتحولت جميع الأشياء من أشياء إلى أشياء أخرى.. تماما مثلما يحدث مع الطرشى.. لهذا كله.. لا أحب الطرشى!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق